سجل سعر صرف الدولار في لبنان صعودًا قياسيًا جديدًا، ليتجاوز مستويات 18 ألف ليرة لبنانية للدولار الواحد. ويترافق هذا الانهيار اللافت خلال الساعات الماضية من اليوم السبت 26 حزيران، مع موجة مضاربات كثيفة تتعرض لها العملة اللبنانية.
ووفقًا لآخر البيانات المرصودة، فقد ارتفع سعر الدولار في لبنان عند إغلاق اليوم، ليبلغ السعر 18,100 ليرة للشراء 18,200 ليرة للمبيع مقابل 16100 ليرة أمس.
حيث يٌرجع مراقبون، وفقًا لوسائل إعلام لبنانية، هذا الارتفاع الى زيادة حجم المضاربات في السوق السوداء؛ وذلك بهدف تامين الدولار للمصارف قبل الاول من تموز موعد تسليم المودعين بضع مئات من الدولارات شهرياً لكل مودع، وطلب كارتيل النفط الدولار لتأمين احتياجاته من العملة الصعبة تحسباً لمرحلة رفع الدعم.
يتزامن تدهور الليرة اللبنانية أيضًا، مع موافقة حكومة تصريف الأعمال في لبنان على اقتراح لتمويل واردات الوقود بسعر صرف 3900 ليرة للدولار، بدلاً من سعر الصرف السابق البالغ 1500 ليرة.
ومن المتوقع أن يرفع القرار الذي صدر يوم الجمعة سعر البنزين للمستهلكين لكنه سيظل يوفر الوقود بسعر صرف مدعوم أقل من القيمة السوقية الفعلية. حيث من المرجح أن يتراوح سعر علبة البنزين بين 60 و63 ألف ليرة بناء على سعر برميل النفط الذي يتراوح عالميًا بين 70 و72 دولارًا.
والحل الوحيد للبنان للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، بحسب مسؤول أوربي، هو اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
ومع ارتفاع سعر صرف الدولار تحلق اسعار المواد الاستهلاكية بنسب أكبر في ظل الغياب شبه الكلي للسلع المدعومة إذ أكدت جمعية المستهلك أن عددًا كبيرًا من المواد الاستهلاكية قد خرج من لائحة الاستهلاك لدى المواطن بسبب ارتفاع أسعارها.
وعلى إثر الارتفاع الكبير بسعر صرف الدولار في السوق السوداء أغلقت عدد من المحال التجارية في سوق صيدا التجاري أبوابها أمام الزبائن تعبيرًا عن رفضهم حالة التدهور التي تصيب مصالحهم.
وفي صيدا أيضا، أقدمت عدد من شركات الغاز في منطقة سينيق على الإقفال دون سابق إنذار بسبب عدم تسليمهم مادة الغاز. كما أعلن أصحاب بعض محطات البنزين التي أقفلت أبوابها الاستمرار بالإقفال إلى حين تأمين مادة البنزين وحماية محطاتهم من الإشكالات التي تتورط بها مع المواطنين.