لطالما كان للدراجات الهوائية "البسكليتة" شعبية كبيرة في سوريا، فالكثيرون يمتلكونها ولكلٍ أسبابه. لكن دوافع الرغبة بامتلاكها باتت مختلفة قليلًا في الآونة الأخيرة، فتراجع دورها كوسيلة ترفيه ورياضة على حساب استخدامها كأداة بديلة للتنقل بهدف التخلص من زحمة ومشاكل الباصات، أو للتوفير من مصروف البنزين وأزماته المتتالية، ومن هنا اكتسبت اسم "مركوب الفقراء".
لكن ومع الغلاء الذي لم يستثني شيئًا في سوريا يبدو أن حتى الدراجات الهوائية لم تعد مركوب الفقراء، وطال ارتفاع الأسعار الذي أصابها حتى الدراجات الخاصة بالأطفال.
يقول "أبو خالد" (فني تصليح دراجات عادية هوائية منذ أكثر من 30 عامًا) لإحدى المواقع المحلية (هاشتاغ)، "إن سعر عجلات الدراجة لوحدها صعد فوق الـ 15 ألف ليرة، مما يدفع صاحب الدراجة للتفكير مرارًا قبل أن يقرر تغيير عجلات دراجته أو أن يفكر بتصليح أي قطعة فيها ".
وعن أسعار الدراجات كشف "أبو خالد": "يختلف سعر الدراجات حسب النوع، معك مجال مفتوح حتى المليون ونصف ليرة.. ولكن حسب السوق في الريف وما يطلبه المشتري فإن الدراجة الكبيرة سعرها 300 ألف ".
ويجد أحد الموظفين في منشأة حكومية في القطيفة أن الدراجة الهوائية وسيلته المعتمدة للانتقال إلى عمله كما أغلب سكان المنطقة ولكنه يعبر عن حاله في الآونة الأخيرة بأنه بات "يداريها برموش العين كما لو أنها سيارة أودي" لأنه غير مستعد لشراء قطع جديدة لها.
أما عند الحديث عن الدراجات الجديدة والمستعملة، فقد أكد فني تصليح الدراجات أن الباحثين عن شراء دراجة يسألون عن الدراجات المستعملة رغم قلتها واعتبار وجودها بـ "الصيدة" ولكن تبقى مقبولة وصناعتها القديمة أمتن من الحديثة ويتراوح سعرها للكبار حوال 100 ألف وما فوق حسب مواصفاتها ونواقصها.
وفي ظل تأثر سوق الدراجات بالغلاء انعكس ذلك على الأطفال، فهدايا الجد والجدة لأحفادهما حذفت خيار الدراجة بعد أن صار سعرها "هديك الحسبة" كما عبرت السيدة "صفاء" عند استطلاعها عن أسعار الدراجات لشراء دراجة لحفيدها.
الجدير بالذكر أن سعر دراجات الأطفال تراوح بين 150 إلى 300 ألف ليرة وأما الدراجات الولادية المستعملة فيقدر سعرها 50 ألف ليرة فما فوق بحسب محلات الدراجات العادية في القطيفة.
شارك
