تأثرت أسعار البيض في سوريا خلال الفترة الماضية بموجة غلاءٍ حادة، فارتفعت بشكل لافت، لنرصد وصول سعر صحن البيض في بعض المناطق إلى 13 ألف ليرة سورية (سعره الوسطي حاليًا بين 8500 و10,000). ومع بقاء البيض كالبديل الوحيد عن اللحوم لتوفير البروتين بالنسبة لكثير من العائلات فإن وقوعه تحت وطأة الغلاء سيحمل آثارًا سلبية للغاية من هذه الناحية.
في هذا السياق أكد عضو لجنة مربي الدواجن "حكمت حداد" أن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار البيض ووصول سعر الصحن الواحد في الأسواق لـ 9 آلاف ليرة هو انخفاض إنتاج البيض بشكل كبير حالياً، إذ وصلت نسبة الانخفاض لحدود 50 بالمئة.
وبيّن "حداد" أن الانخفاض في الإنتاج بدأ منذ شهرين، عندما قام مربو الدجاج البياض بذبحها وبيعها لحماً عقب ارتفاع سعر الفروج آنذاك، وكان ذلك تجنبًا لمزيدٍ من الخسائر، إضافةً إلى إصابة أفواج الدجاج البياض بأمراض أثرت في الإنتاج وأدت إلى انخفاضه.
ولفت "حداد" إلى أن تكلفة صندوق البيض الذي يحتوي على 12 كرتونة أكثر من 100 ألف ليرة حالياً، مبيناً أن اغلب مربي الدواجن الذين قاموا بتربية أفواج الدجاج البياض خلال الفترة الماضية دفعوا مبالغ كبيرة للتربية ولغاية الآن لم يستطيعوا استرداد رأسمالهم، مشيراً إلى أنه نتيجة ارتفاع أسعار البيض حالياً عاد جزء من مربي الدجاج البياض للتربية.
لذلك فقد رأى "حداد" أن صحن البيض الكبير يجب أن يُباع للمستهلك بـ 10 آلاف ليرة، حتى يتمكّن المربي من تعويض رأسماله الذي خسره الفترة الماضية وتحقيق ربح مقبول، مضيفاً: "حذّرنا سابقاً من ارتفاع سعر البيض نتيجة الخسائر التي كان يتحمّلها المربون".
وعن الدعم الذي تقدمه مؤسسة الأعلاف للدجاج البياض أوضح "حداد" أن ما تقدمه مؤسسة الأعلاف من توزيع بالنسبة للدجاج البياض لا يشكل أكثر من 10 بالمئة من استهلاك الدجاجة الواحدة
بناءً على ذلك، عدّلت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق نشرة أسعار الفروج والبيض والشاورما، وارتفع فيها سعر صحن البيض الكبير 600 ل.س مقارنة مع نشرة الأسعار الصادرة 14 حزيران الجاري، أي خلال أسبوع.
حماية المستهلك لها رأي آخر:
من جهته، أوضح مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية "محمد باغ"، أن من أهم أسباب ارتفاع أسعار البيض هو خروج بعض المربين عن العمل، وتناقص عددهم إلى حد كبير، إضافة إلى التصدير للدول المجاورة. وقد ردت لجنة مربي الدواجن على هذه الادعاء لتنفي وجود أي تصدير للبيض حالياً.
وأضاف "باغ" خلال حديثه إلى صحيفة حكومية، أن الحكومة تعمل الآن على دعم هذا القطاع من خلال توفير مستلزمات المربين، مؤكداً أن دوريات حماية المستهلك تقوم يومياً بجولة على الأسواق للتأكد من التزام البائعين بالنشرة الصادرة عنها.