أوروبا بحاجة إلى مزيد من المهاجرين... والتعنت سيكلفها شلل اقتصادي مستقبلًا

19/06/2021

استنادًا إلى تقريرٍ نشره مركز التنمية العالمي، فمن المتوقع أن تعاني أوربا والمملكة المتحدة بحلول عام 2050 من نقص في اليد العاملة يقدر بـ95 مليون عامل مقارنة بعام 2015. ولمواجهة هذه الأزمة التي ستولد تباطؤا في النمو الاقتصادي، يوصي مركز التنمية العالمي من واشنطن باللجوء إلى المهاجرين من إفريقيا.

وتشير البيانات المنشورة في تقرير المركز إلى ارتفاع عدد سكان إفريقيا الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عاما من 534 مليون إلى 1.3 مليار بين 2015-2050، إلا أنه وفي خلال نفس الفترة ومع غياب المهاجرين، سينخفض عدد سكان أوروبا الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عاما بأكثر من 100 مليون.

ويرجع "تشارلز كيني"، مؤلف هذا التقرير والخبير الاقتصادي الأميركي في تصريحه لوكالة "سكاي نيوز"، أسباب هذا النقص إلى عدة عوامل سنأتي على ذكرها في السطور التالية...

أسباب أزمة الاقتصاد الأوربي المتوقعة:

يقول "كيني" في هذا الشأن، "إن الأزمة ناتجة عن أمرين أساسيين: أولا، تمتع الأوروبيين بصحة جيدة، مما يعني أمد حياة أطول ومزيدا من المتقاعدين. ثانيًا، انخفاض معدل الولادات، يدل على عدد أقل من العمال المستقبليين".

وعن تأثير هذين العاملين على الاقتصاد الأوروبي يوضح الخبير الاقتصادي، "يستخدم المتقاعدون المزيد من خدمات الرعاية الصحية بالإضافة إلى تلقيهم معاشات التقاعد، مما يزيد الإنفاق الحكومي. لكنهم في المقابل لا يعملون أو يدفعون نفس القدر من الضرائب التي يدفعها السكان النشيطون، لذا فهم يقللون من عائدات الحكومة ويبطئون النمو الاقتصادي. بالإضافة إلى أن احتمال تأسيس كبار السن لشركات جديدة أو القيام بابتكارات أو إجراء أبحاث رائدة ضئيل جدا".

ويرى مؤلف التقرير أن السياسات الأوروبية الرامية إلى زيادة معدلات المواليد كان لها "تأثير ضئيل للغاية"، ورفع سن التقاعد "لا يحظى بشعبية"، ولا يوجد دليل على أن الروبوتات والذكاء الاصطناعي يقللان الطلب الإجمالي على الوظائف في بلد ما، ورغم إقحام النساء في سوق العمل "يبقى ذلك غير كافٍ". لذا الحل الواضح لتجنب آثار شيخوخة السكان هو "اللجوء إلى الهجرة" لسد الفجوة.

القارة السمراء هي الحل:

وفي هذا الجانب يؤكد تشارلز كيني أن "قرب القارة الجغرافي وإتقان سكانها للغتين الإنجليزية والفرنسية وتمتعها بفئة عمرية فتية وكفاح شباب القارة للعثور على وظيفة، كلها أسباب تجعلها الشريك الواضح الذي يجب أن تتعاون معه أوروبا".

إلا أن التقرير يحذر من مغبة المواقف السياسية السلبية اتجاه المهاجرين، إذ يشير إلى أن 4 بالمئة فقط من القوى العاملة في إفريقيا ستهاجر إلى البلدان ذات الدخل المرتفع للعمل بحلول عام 2050، وسيأتي واحد فقط من كل أربعة مهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة من إفريقيا.

لذا يقول "تشارلز كيني" من مركز التنمية العالمي: "أعتقد أنه من الضروري التفكير في المهاجرين كأشخاص، وليس مجرد مورد. فالوفيات المأساوية في البحر الأبيض المتوسط، هي جزئيًا نتيجة تحول البشر إلى أرقام فقط في إحصاءات اللاجئين".

كما يوصي مركز التنمية العالمي بفتح الجامعات لمزيد من الطلاب الأجانب، وتطوير شراكات تدريبية للمهاجرين المحتملين، أو حتى قبول عدد أكبر من اللاجئين وإنشاء شبكات تجذب المزيد من المهاجرين لاحقا.

ويختم مؤلف التقرير حديثه بأنه "على السياسيين الأوروبيين التوقف عن استخدام المهاجرين كأكبش فداء أو نفوذ سياسي، والبدء في الاعتراف بأن الأوروبيين يحتاجون إلى الأفارقة بقدر ما افترضوا دائما أن الأفارقة بحاجة إليهم".

شارك رأيك بتعليق

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Yazan hessou
2 سنوات

اي استقبلو اللاجئين قديش ما بدكم في

مقالات متعلقة: