
تعطي أضاحي العيد كل عام فرصة ومتنفس للفقراء ليتذوقوا طعم اللحم، حيث يوجد في سورية بالفعل من لا تتاح له فرصة إطعام اللحم لعائلته وأولاده سوى في يوم واحد طوال السنة وهو يوم عيد الأضحى.
لكن هل سيتمكن المواطن السوري في هذا العام أيضاً من تجاوز كل العقبات والظروف والاستمرار في ذبح الأضاحي وتوزيعها أم أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة غيرت من المعادلة السورية لدرجة ستجعلنا نتخوف من مرور أول عيد أصحى في سورية بدون أضاحي؟
الحكومة بدأت من الآن بفرض الضرائب على الأضاحي:
يبدو أن المسؤولون في سورية يصرون على "عدم الخروج من المولد بدون حمص"، حيث بدأت الحكومة من الآن بفرض ضرائب كبيرة على من يريد التضحية من الجزارين خلال فترة عيد الأضحى.
أعلنت محافظة دمشق بدايةً عن السماح بذبح الأضاحي في محلات الجزارة خلال عيد الأضحى المقبل، وذلك مقابل دفع “بدل منفعة” بقيمة 40 ألف ليرة سورية، حيث طلب المكتب التنفيذي لمحافظة دمشق من الجزارين التوقيع على تعهد خطي يتضمن مجموعة شروط تتضمن إلزامهم على دفع 40 ألف ليرة حتى يتمكنوا من الذبح بشكل قانوني خلال العيد.
هذا وقد نبهت الجهات المعنية أنها ستعاقب كل من يذبح الأضاحي بدون رخصة وبدون الالتزام بالشروط المطلوبة بمصادرة الخراف وعدة القصابة ناهيك عن الغرامة المالية.
أسعار اللحم الحي ترتفع أكثر من 200% والطلب عليها شبه منعدم:
يتساءل البعض عن ماهية العيد القادم في سورية وسط هذا الارتفاع الكبير والجنوني في الأسعار، حيث سجل سعر لحم الخروف الحي ارتفاعاً بنسبة تتجاوز ال 200% عن العام الماضي وسط توقعات بأنه سيرتفع أكثر مع اقتراب العيد بالرغم من الطلب القليل للغاية بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.
في السياق ذاته أدلى رئيس جمعية اللحامين "أدمون قطيش" بتصريح لموقع "الاقتصادي" يوضح فيه أن التنبؤ بانخفاض أو ارتفاع سعر لحم الأضحية هو أمر صعب في ظل الظروف الحالية، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف من جهة وضعف الطلب الناتج عن انخفاض قدرة المواطن الشرائية من جهة أخرى.
هذا وقد وصل سعر كيلو لحم الخروف الحي في سورية حالياً إلى 5700 ليرة، أما اللحم بعظمه فيصل سعر الكيلو منه إلى 9500 ليرة، حيث أنه من المتوقع عادةً أن ترتفع الأسعار أكثر خلال موسم العيد لكن الطلب شبه المنعدم على اللحوم هذه السنة يجعل الوضع أكثر ضبابيةً.
وسط كل هذه التعقيدات يأمل الجميع أن يستطيع الشعب السوري تجاوز الأمر ويتمكن الفقراء هذا العام أيضاً من تذوق طعم اللحم في يوم العيد على الأقل.