نظرةٌ بسيطة إلى سعر غرام الذهب الواحد في منتصف شهر أيار، مع مقارنته بسعر غرام الذهب حالياً، ستكون أكثر من كافية للتعبير عن الارتفاع الهائل الذي شهده المعدن الثمين خلال بضعة أشهرٍ فقط. (سعر الذهب عيار 21 عند 12أيار كان 67000 ليرة للغرام، أما الآن فهو في مستويات 152 ألف، أي أنه ارتفع 85 ألف ليرة خلال 7 أشهر)
بالرغم من أن حركة تدهور الليرة خلال هذه الفترة أثرت على ارتفاع سعر الذهب محلياً بشكل مهول، إلا أن ارتفاع الأونصة التاريخي الذي تزامن مع الأمر كان عاملاً مهماً في زيادة الطين بلة.
خلال الثلث الأول من 2020، كانت أسعار الذهب تتراوح في مستويات 40 ألف ليرة سورية للغرام الواحد عيار 21، وبدأت بالارتفاع تدريجياً مع الوقت، وذلك وفقاً للتغيرات التي حدثت لليرة والأونصة حينها.
أما خلال الثلث الثاني من العام، فكانت أسعار الذهب قد بدأت فعلاً بالصعود أو إن صح التعبير ب "التحليق"، محققةً مستويات ارتفاع قياسية غير مسبوقة ونسباً مفاجئة مرةً بعد مرة، حيث وصل سعر غرام الذهب عيار 21 حينها لأول مرة في تاريخه إلى 100 ألف ليرة، لكنه استمر بالارتفاع أكثر وأكثر ليصل إلى ذروته في 10 آب عند سعر 132 ألف ليرة للغرام الواحد.
بالانتقال إلى الثلث الأخير من 2020، نجد أن المعدن الأصفر هنا قد حافظ على مستويات مستقرة طوال شهر أيلول، ووصل إلى ذروة ارتفاعه عند 129,742 ليرة في الأيام الأخيرة من أيلول.
وكان الأمر ذاته تقريباً في شهر تشرين الأول حيث استمرت تداولاته ضمن نطاق مستقر، إلى أن عاد للارتفاع بوتيرة لافتة في نهاية الشهر ليسجل 132,526 ليرة للغرام الواحد عيار 21.
لكن شهر تشرين الثاني كان حافلاً للذهب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث ارتفعت أسعار الذهب في بداية الشهر بشكل سريع ولافت، إلى أن وصلت إلى ذروة أخرى في تاريخ تداولات الذهب في سورية وهي سعر 154,761 ليرة للغرام الواحد، ثم عاد للانخفاض مجدداً في نهاية الشهر.
كانون الأول كان شهر الارتفاع التدريجي، لكنه الأكثر خطورة لأن القفزة المفاجئة قد يصاحبها هبوط مفاجئ، أما هنا فنحن نتحدث بالفعل عن ارتفاع كبير ودائم لأسعار الذهب على المدى الطويل، وقد اجتاز سعر الذهب في هذا الشهر المستويات القياسية التي كان قد حققها في الشهر الماضي، وتم تداوله عند 156,551 ليرة وهو اعلى سعر في تاريخ الذهب في سورية حتى الآن.
شارك
