هل تخشى الخسارة؟ إذاً لماذا تستثمر أموالك!؟

02/02/2021

يرتبط موضوع المغامرة من أجل تحقيق الربح رغم مخاطر الخسارة، بـ"علم النفس الاقتصادي السلوكي"، فعموم المستثمرين يعملون لتجنب الخسارة في كل استثمار، غير أن رغبتهم هذه لا تمنعهم من المغامرة.

خوف الخسارة قد يُبدد خوض احتمالية الربح!

المستثمرون وعموم الناس يتأثرون جداً بالشعور بالخسارة والمشاعر السلبية أضعاف شعورهم بلذة الربح والمشاعر الإيجابية، فالحفاظ على المال أبدى من احتمالية فقدانه من حوزة الشخص، والناس تفضل عدم الخسارة على تحقيق الربح، وفق ما يثبته علماء النفس.

ومن ناحية أخرى… فإن النفور من الخسارة يتسبب بتركيز الكثيرين على الخسائر أكثر من المكاسب، ويؤدي الخوف من الاحتمالات السيئة في كثير من الأحيان إلى اتخاذ قرار استثماري معيب وغير منطقي، إلا أن ذلك مرتبط أيضاً بحجم مقدار خسارة الشخص ومدى مصيرية هذه الخسارة على مستقبله

الطموح والطمع الفطري في مواجهة الخوف

ورغم الخوف من الخسارة، إلا أن لمعظم الناس مشاعر أخرى تضطرهم للخوض في خضم المعركة الاستثمارية لإثبات قدرتهم على الفوز، فمن خلال استقراء الواقع نلاحظ ذلك عند نصف الناس على الأقل، وهذا ما يبرر مقاومة المخاوف والمضي باتجاه الطموح ولكن بخطىً ثابتة ومدروسة، وهذا ما هو ملاحظ عند التجار والمستثمرين، إذا لا تخلوا المشاريع من جزء من المغامرة.

وفي كثير من الأحيان يتم الخلط بين الخوف من الخسارة وبين افتقاد الحافز القوي وهي حالة عدم الاهتمام بالأمر لعدم جدواه ومصيريته.

التأرجح بين الخوف والطمع

ورغم تأثر الكثير بعبارتي "عرض لا يمكن تجاهله" أو "اشترِ ولن تندم" وغيرهما من أساليب الحملات التسويقية، لاستغلال زاوية عدم الرغبة بالندم والخسارة، إلا أنها تثير بالمقابل لهفتهم إلى تحقيق ربح حقيقي من الشراء، وفي جميع الصفقات الاستثمارية يقف المستثمر بين هدفين، الأول تجنب الخسارة ما أمكن، والثاني تحقيق أقصى ربح ممكن، فعلى مقدار الحذر من الخسارة يكون مقدار السعي لتحقيق الربح.

وتشير بعض الدراسات إلى أنه عندما تتحول القرارات المتعلقة بالخسارة والمكسب لفكرة الاختيار بين التغيير أو بقاء الواضع الراهن، فإنه لا وجود لدليل على تفوق شعور تجنب الخسارة حينها، وإذا كان الخيار بين الوضع الراهن "عدم تلقي أي أموال" أو قبول التحدي الذي يشمل خسارة أو مكسباً، فإن اعتقاد تفضيل الأمان يتلاشى، بل أن فكرة دخول سوق الأسهم بحد ذاتها تعني ضمنياً قبولاً واستعدادًا للمخاطرة من قبل المستثمر، لأنه يعلم تماماً أن السعر قد يرتفع أو ينخفض وأنه لا وجود للأمان في السوق.

الخلاصة: لا بد من الخوف.. ولا بديل عن الإقدام

إن الأمر ليس قاعدة مطلقة بين ترجيح الناس كفة الخوف من خلال عدم المجازفة بدخول كثير من الاستثمارات، وبين انطلاق الناس إلى المجازفة والمغامرة بأملاكهم مقابل الحصول على نشوة النصر والربح، وعلى الرغم من أن الأمر مرتبط إلى حد ما بعلم النفس الاقتصادي السلوكي، إلا أن معظم الناس قد يكونوا فعلاً في المنتصف بين الأمرين، فلا مجازفة دون دراسة جدوى الاستثمار ولا تراجع عن استثمار مضمون مربح، بسب الخوف من الخسارة، بل لا بد من حسن تقدير المشروع الاستثماري، والدراسة المثلى للوضع ومقدار تحمله للخسارة، ونسبة احتمالية الربح ومقداره، ثم المضي قدماً بالتوكل على الله وتقبل الربح والخسارة، إذ لا يخلو مشروع من احتمالهما، ولا يخلوا عرض من خوف المستثمر من الخسارة وطمعه بنشوة الربح وتحقيق الطموح وقبول التحدي.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: