يعتقد الكثير من الناس أن العمل الجاد هو وسيلتهم لتحقيق ثروات كبيرة، لكن خبير الخدمات المالية الأمريكية ريك إدلمان يرى عكس ذلك، وفقًا لموقع "بيزنس إنسيدر".
وإذا كان كل ما تفعله في حياتك هو العمل الجاد فقط، فيجب عليك ألا تنتظر دورك بين الأثرياء لأن هذا المفهوم عن تحقيق الثروة خطأ. فالتعليم على النظام الحديث (النظام الأمريكي خصوصاً) تم تصميمه على أن يمنح الطالب المعرفة التي تسمح له بالبحث عن وظيفة يبدأ من خلالها تطبيق ما تعلمه في مجاله لكسب المال.
ويمكن القول إن الناس، في أحسن الأحوال يتعلمون كيف يعملون عملاً جادًا خلال مراحلهم التعليمية وتتم مكافأة بعض من يقومون بذلك عندما يتولون وظائفهم. لكن هذا الأمر يمثل نصف قصة النجاح التي لا يمكن أن تساهم في تحقيق الثروة!
إذا كان العمل الجاد ليس كافياً، ما المطلوب إذن؟
أولاً يجب أن تعلم بأن السير على طريق واحد قد سبقك إليه الآلاف من الناس لن يحقق لك نتائج جديدة ولو عملت بجد. فعلى سبيل المثال قد تكون الأعمال في قطاع التكنلوجيا مطلوبة بشدة في مرحلةٍ ما، فيصبح لدى الناس صورة نمطية أن العمل في قطاع التكنلوجيا معناه الربح السريع. فنجد في السنوات القدامة آلاف الخريجين والمتهافتين للعمل على هذا المجال، ليصبح بالتدريج عملاً مستهلكاً وطريقاً يوصل إلى الإحباط والخيبة فقط (إذا كان هدفك كسب المال وتحقيق الثروة).
مثال آخر على أن تقليد طريق الآخرين لمجرد التقليد لن يوصل إلا إلى الخيبة: في فترةٍ ما في الماضي كان من اللافت جداً أن نرى صانعي محتوى على الإنترنت، وكانت هذه الأعمال تحقق بالفعل الكثير من الربح لأصحابها. أما الآن فنرى الآلاف من المخدوعين بهذه الفقاعة يكرسون أشهر أو حتى سنين من حياتهم للعمل في صناعة المحتوى، ويتخلون عن مبادئهم تدريجياً في سبيل الشهرة، ثم لا يلقون إلا الخيبة والفشل!
والعبرة المستفادة من هذين المثالين هي: اصنع طريقك للنجاح المالي بنفسك، استفد من الناس ولا تقلدهم. فإذا كنت تحمل مشروع عمل جيد خاص بك، ومؤهلات كافية، فأنت بالفعل أكملت نصف طريق النجاح المالي. والسبب ببساطة، أن التميز والابتكار هما الأهم في طراز حياتنا الحديث، والنسخ المقلدة للأعمال والمشاريع لا تجذب اهتمام أحد.
بالإضافة إلى ذلك، نحن ننصحك بأن لا تعتمد فقط على التعليم الذي تتلقاه في المؤسسات العلمية التقليدية كالجامعات. فهي في أفضل الأحوال سترسم لك بداية الطريق للمجال الذي ترغب في السير عليه. وهي مؤسسات مصممة لتوفير العلم بشكل بحت ومجرد، بينما العلم الذي تحتاجه للدخول في عالم المال والأعمال مختلف تماماً عن ذلك الذي تتلقاه من الكتب.
المفتاح الثاني للنجاح المالي:
لا بد أنك أدركت حاجتك للابتكار والتميز إذا وصلت إلى هنا. حسناً، ما يتبقى لديك هو أن تمتلك شخصية وفكر يؤهلانك للنجاح المالي والثراء.
قد تكون، وبدون إرادتك، تحمل العديد من الأفكار الخاطئة حول النجاح المالي والثراء. يمكنك أن تكون شخصيتك الخاصة المؤهلة للنجاح مالياً عن طريق الاختلاط بأناس قد سبقوك إلى أهدافك الأولية والتعلم منهم، ويبقى الفشل وإعادة المحاولة هما أفضل معلمان للإنسان.
لذلك فإننا نرى الأثرياء متحررين من جميع المخاوف والقيود التي تعيق حصولهم على المال. فهم يرون المخاطرة بشكل مختلف، ويجيدون اقتناص الفرص ويجعلون نفسهم بالتدريج مستخدمين للمال بدل كونهم ساعين إليه.
ستدرك بالتدريج أن الحصول على المال مسألة غير متعلقة بالكثير من الأفكار التي كنت تحملها سابقاً. وفي مرحلةٍ ما قد تستنتج أن المال أو الثراء بحد ذاته لم يكن هو هدفك في الحياة بل كنت ترغب بأمور أخرى مرتبطة جذرياً بالحصول على المال.
الكلام سهل