تراجع متسارع بإنتاج سوريا من القطن والمحالج متوقفة... كان ذهب السوريين الأبيض 

25/12/2023

شهدت زراعة وإنتاج القطن في سوريا تراجعًا متسارعًا خلال السنوات الماضية، إذ توقفت بعض محالج الأقطان عن العمل، مما تسبب بدوره بإيقاف عجلة دوران شركات زيوت القطن الحكومية أيضاً. 

وبحسب ما أكدت مصادر إعلامية محلية، فإن محلجي الفداء في حماة والوليد في حمص متوقفان عن العمل منذ سنتين، نظراً لقلة واردات القطن إليهما من المحافظات الشرقية. 

وقد أوضح مدير محلج الفداء "أسامة كيالي" في تصريحات حديثة أن المحلج متوقف عن حلج الأقطان منذ العام الماضي، وكذلك محلج الوليد في حمص، بسبب قلة تسويق القطن الأمر الذي رأت من خلاله المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان عدم تشغيل هذين المحلجين تخفيفاً للنفقات، وخاصة أن ما يتم توريده من المحافظات الشرقية يكفي تشغيل محلجي تشرين في حلب والعاصي في حماة ولفترة قصيرة جداً أيضاً. 

وكشف "كيالي" أن المحلج للعام الثاني لم يعمل، متوقعاً توقفه أيضاً العام القادم نظراً لغياب المادة الأولية للقطن، ما يشكل خسارة كبيرة للاقتصاد المحلي، موضحاً بأن الأقطان التي تم استلامها في حماة من قبل محلج العاصي جاءت من منطقة السبخة في محافظة الرقة ومن معدان ومن دير الزور فقط. 

من جهته، كشف مدير محلج العاصي في حماة "ياسر حلبية" أن إجمالي ما تم استلامه وحلجة من الأقطان هو 5500 طن و200 كغ فقط، منها 751 طن من محافظة الرقة و 4628 طن من محافظة دير الزور، ومن دمشق التي زرعت قطن الموسم الماضي 122 طن فقط. 

وبرأي "حلبية"، فإن السبب يعود إلى غياب رغبة المزارعين في زراعة محصول القطن لارتفاع تكاليف إنتاجيته، وتدني سعر شرائه. 

وبلغت كميات البذار الناتجة عن عملية الحلج بحسب مدير محلج العاصي نحو 13500 طن من البذور الصناعية و300 طن من البذور الزراعية، مشيراً إلى أن الفارق بينهما هو أن البذار الصناعية يتم تسليمها للشركات المنتجة للزيوت الحكومية، في حين البذور الزراعية يتم تسليمها لمؤسسة الإكثار، لتوزعها على المزارعين عند موعد زراعة المحصول في شهر نيسان من كل عام. 

وختم مدير محلج العاصي حديثه بالتأكيد على أن واقع محالج الأقطان اليوم يختلف كلياً عن الماضي، جراء تراجع زراعة محصول القطن بشكل لافت، مقارنة مع إنتاج التسعينات إذ كان يصل إلى المليون طن، تأخذ معامل النسيج حاجتها منه لصناعة الخيوط القطنية، ويصدر الفائض. 

وفي الشق المتعلق بالزراعة، ذكر مدير هيئة تطوير الغاب المهندس "أوفى وسوف" أن إجمالي إنتاج سهل الغاب هذا العام لم يتعد الـ 500 طن تم تسويقها إلى محلج محردة، من باب التقليل من تكلفة أجور النقل على المزارعين فيما لو كان لمحالج حماة. 

واعتبر "وسوف" بأن مستقبل سوريا الاقتصادي سيتوقف على درجة كبيرة على القطاع الزراعي اليوم، في ظل غياب قطاع النفط والغاز، أي اقتصاد زراعي بامتياز. 

وكان القطن السوري يشكّل نحو 30% من مجمل الصادرات الزراعية للبلاد، بالإضافة إلى اعتماد الصناعات النسيجية عليه، التي تُعدّ بدورها من ركائز الاقتصاد، ما منحه أهمية استراتيجية. 

وأنتجت سوريا في عام 2011 أكثر من مليون طنّ من القطن إلّا أن هذا الإنتاج تراجَع بشكل ملحوظ ليصل إلى 100 ألف طن في عام 2015، وأقلّ من 20 ألف طن في عام 2021، بنسبةِ تراجُع تجاوزت الـ90%، مع تقهقُر المساحات المزروعة من 250 ألف هكتار، إلى أقلّ من 35 ألف هكتار، خلال سنوات الحرب، وضعّف انخفاض منسوب نهر الفرات، وارتفاع ساعات التقنين الكهربائي، وشحّ المحروقات. 

وأسهمت جودة القطن السوري في افتتاح مئات معامل الألبسة داخل سوريا وخصوصاً في حلب، طوال سنوات، ومع تراجُع المحصول المحلي اضطرّت هذه المصانع للتوجّه نحو الاستيراد لتعويض النقص الحاصل في الأسواق. 

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: