أدت الظروف الاستثنائية المفاجئة التي واجها الاقتصاد العالمي بسبب الوباء إلى صعود صناعات كان قد غفل عنها المحللون. فعلى سبيل المثال، منذ ظهور الوباء ازدهرت صناعة الحوسبة السحابية (Cloud Computing) والتي شهدت زيادة كبيرة في الطلب على التكنولوجيا القائمة على السحابة.
ما المقصود بالحوسبة السحابية؟
يشير مصطلح الحوسبة السحابية إلى توفير موارد تقنية المعلومات عبر الإنترنت مع تسعير التكلفة حسب الاستخدام. فبدلاً من شراء مراكز البيانات الفعلية وامتلاكها والاحتفاظ بها، يمكنك الاستفادة من الخدمات التكنولوجية، مثل إمكانيات الحوسبة، والتخزين، وقواعد البيانات، بأسلوب يعتمد على الاحتياجات لديك، وذلك من خلال جهة موفرة للخدمات السحابية مثل Amazon Web Services (AWS).
تجاوزت جميع التوقعات:
أدى التوجه المنغلق الذي تبناه العالم خلال المرحلة الماضية، من خلال التباعد الاجتماعي والإغلاق، إلى تسريع الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية بشكل هائل، لدرجة أن التطورات التي كان من المتوقع استغراقها عقد من الزمن تحققت في عامٍ واحد، مما دفع الشركات التقليدية إلى التحول إلى الإنترنت والتحول الرقمي في عملياتها.
وهنا تكمن الحاجة الكبيرة للحوسبة السحابية، فحين خسر عدد كبير من الموظفين وظائفهم بسبب خفض التكاليف ووقوف الشركات التقليدية عاجزة أمام التأقلم بالشكل المطلوب مع المرحلة الجديدة، احتلت الشركات التي تمتلك منصات قوية عبر الإنترنت الريادة، وشهدت زيادة في المبيعات وارتفاع كبير في الطلب على الخدمات.
بلغت عائدات جوجل من خدمات جوجل السحابية 13.1 مليار دولار خلال عام 2020، وبلغت عائدات إعلانات اليوتيوب 6.89 مليار دولار، أي أن الحوسبة السحابية تعود لجوجل بضعف أرباح موقع يوتيوب الشهير تقريباً!
ارتفعت عائدات وحدة الحوسبة السحابية للشركة الأمريكية الشهيرة أمازون إلى 12.7 مليار دولار خلال الربع الرابع من 2020 مقارنة مع 9.9 مليار دولار في الربع نفسه من العام الماضي.
وحين نتحدث عن شركات عريقة وضخمة، مثل جوجل وأمازون تحقق من خدمات الحوسبة السحابية الحديثة، أكثر مما تحققه من بعض خدماتها الشهيرة والتي ارتبط اسم الشركة بها، فإن ذلك سيكون كافياً للتعبير عن مدى جنون توسع وانتشار هذا المجال.
شارك
