في ظل التقلبات الأخيرة... هل فقد الذهب قيمته كملاذ آمن؟

14/08/2020

شهدت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي تقلبات شديدة بل ربما تاريخية، فقلما نجد خلال تاريخ تداولات الذهب أن قيمته تتذبذب بهذا الشكل اللافت، حيث وصلت قيمة أونصة الذهب خلال هذا الأسبوع في أدنى مستوياتها إلى حوالي 1915 دولار للأونصة وذلك بواقع نزول سريع عن قيمة عظمى تبلغ أكثر من 2080 دولار للأونصة، وذلك قبل أن تستقر بشكل جزئي على 1945 دولار مؤخراً.

لا بد أن هذه التقلبات الحادة قد أفزعت المستثمرين، خصوصاً أولئك الذين فتح الذهب شهيتهم على الشراء بدون تردد مع الارتفاع المتواصل في السابق، لكن ما حدث بعدها وضع سمعة معدن الذهب كملاذ آمن على المحك، لكن ما رأي الخبراء فيما حصل وهل فعلاً فقد الذهب قيمته كملاذ آمن خلال أزمة كورونا، أم أنها تقلبات طبيعية وخط الارتفاع التدريجي لا يزال مستمر...؟

يجيبنا الخبير الاقتصادي "أركاديوس سيرون" موضحاً:

"إن التصحيح في المدى القصير سيكون أمراً طبيعياً تماماً، أو حتى مرغوباً فيه. حتى تموز/يوليو، ارتفع الذهب بشكل تدريجي وعلى نحو من الثبات. لذلك، وبعد الصعود المثير للدهشة الذي شهدناه مؤخراً، لن يكون التصحيح مستغرباً".

قد يهمك أيضًا: أونصة الذهب تمكر بالمستثمرين وتسجل أعلى نسبة هبوط خلال يوم واحد منذ 7 سنوات

 يضيف "وبالفعل، حدث ذلك! لذا آمل ألا تكون متفاجئاً. لقد كانت وتيرة هذا الارتفاع مذهلة، ولهذا لسبب بالتحديد كان لا بد أن يتبعها التصحيح. لقد عاش الذهب قصة إيكاروس، الذي طار واقترب من الشمس، فكان من المحتوم أن يسقط."

ما الذي قد يقف في طريق الذهب؟

يجيب سيرون "هناك مخاطر أخرى تسجل حضورها. قد ينتعش الدولار، وقد ترتفع أسعار الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة. ولكن هذه المخاطر دائماً معنا، ونحن نراقبها بشكل مستمر. ورغم هذه المخاطر، فإن حقيقة الأمر من وجهة نظر المدى الطويل، هي أن هذا الأسبوع العاصف لم يغير شيء في النظرة الأساسية للذهب".

لقد أصبح السوق مزدحماً بكل بساطة، ويمكن للتصحيح أن يحدث في هذا الحال، دون الحاجة إلى أي تغييرات في أساسيات السوق. وإذا كان هذا صحيحاً، فعند انتهاء التصحيح، وربما كذلك فترة من التذبذب، يمكن أن يواصل الذهب مسيرته إلى الأعلى، ربما بطريقة أكثر هدوءً مما شهدناه مؤخراً، خصوصاً إذا بقي الدولار ضعيفاً.

إذن فالسياسات المالية للدول لا تزال تكابد المصاعب، والتسهيلات النقدية التي ستسبب التضخم لا تزال مطلوبة وبقوة، بالإضافة إلى عجز الميزانيات والمخاوف الجيوسياسية، ناهيك عن تخوفات بأن حزم التحفيز العملاقة التي تم حقنها في الدول الكبرى ستتحول يوماً ما إلى تضخم، كل هذه المعطيات تعطي للذهب اتجاه واحد على المدى الطويل، نحو الأعلى...!

مستقبل الذهب على المدى القصير:

على الرغم من أن الذهب قد قدم أداءً مثيراً للغاية منذ بداية العام، إلا أن ما كان يعتبر في الماضي ملاذاً آمناً قد أصبح الآن أحد الأصول عالية التقلب. 

يعلق أحد الخبراء موضحاً: "إن الأمر لا يقتصر على ارتفاع السعر الفوري (النقدي)، بل إن السعر المعدل بالتضخم هو الأخر يحقق ارتفاعات حادة. يجب أن ننظر إلى بدائل أخرى مثل الأصول المحايدة أو الصناديق العالمية التي تحد من التقلبات، ولا ترتبط ببقية الأسواق.

شارك رأيك بتعليق

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

مقالات متعلقة: